- Unknown
- 6:58 ص
- ادب ، الشاعر عمرو الشيخ ، دواوين الشاعر ، ديوان المملوك ، شعر
- لاتوجد تعليقات
المملوك ...
"من يشتري بيجماليون الغريق
سوى تمثالِهِ المتكسر"
.. .. .. .. .. ..
كان متجهًا ناحيةَ البحرِ
حاملاً ...
عشرين عامًا نيليًّا خالصًا
لم تتربصِ التماسيحً ببابِهِ ليلةَ هجرتِهِ
ولم يأذنْ له الخصبُ
... فقط أَرَّقَهُ طولُ انتظارِ المواقفِ
فانطلق بسرعة الخاوي ـ لم يقتفِ أثرَهُ أحد ـ
مذخرًا بالقصائدِ ،
تحفظُهُ عنايةُ (العندليب)
راسمًا فوقَ الرملِ طريقَ ذهابِهِ للبحر
يالجاذبيتِهِ ............ !!
لم تُطِق الموجةُ مقاومتَهُ
جاءتْهً من أقصى أقصى تحضُنُه
أسمعها أشعارَهُ ـ وسطَ ضجيجِ الموجِ ـ
وانتهى
لم تتركْ له الموجةُ إلا أثرَ ضربتِها في صدره
انطلقتْ تلتهمُ خطواتِهِ من فوقِ الرملِ
هذا ثمنُ أن تلقيَ الشعرَ ورأسُك مرفوعة
ها قد صار الماءُ يداري عنهُ قدميه
مهما يشرب
لن ينتهيَ الظمأُ أو الملحُ ،
ولن يُرْهِبَ المسافةَ ...
حملته الأمواجُ لسوقِ نخاستها :
من يشتري أميرَ النيلِ "المزعوم"
من يشتريه .............. من يشتريه ...
فما تنازعته أمواجُ الحياةِ أو الغرق
لم يلتفتْ ذووه لاختفائهِ
عامان من العرض
لم يسألْ عنهُ أحد
ـ ما أقسى أن تنتظرَ
أن تصبحَ عبدا ـ
البحرُ التهم جلدَهُ القديم
مَنْ يشترِ المملوك
يمنحْهُ الجلدَ كيف شاء
عامان من العرضِ
ينتظر "الخضرَ" أَنْ يثقبَ صدره
مخافةَ أَنْ تمتطيَهُ موجةٌ أخرى
ها هي أميرةُ الموجِ ـ كما ظنها ـ
تـشـــــــــتريهِ
نسيتْ أَنْ تدفعَ ثمنَه
ونسي النخاسون !!
... ظنَّ أَنَّهُ لا يُقَّدَّرَ بثمنٍ ...
كان هذا آخرَ ما ظنَّهُ
ليس للمملوك أن يفكرَ أو يظن
ألا يكفيه حنانُها الأسبوعي
حين يدخلونه عليها بملابسه المزركشة
ـ بعد عامين من مقاذفة الأمواج ـ
ألا يكفيه ما هيأتْهُ الأميرةُ من آلاف الجلود
كلما أُلبسَ جلدًا جديدًا
لاح أثرُ ضربةِ الموجةِ الأولى في صدره ...
.. .. .. ..
بيجماليون ...
نزل إلى البحرِ يصنعُ تمثالاً من ماء
حين انحنى لصنع القدمينِ ... غرقْ .
عمرو الشيخ ـ دمنهور
8/12/1998
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق